نداء من قبيلة المساليت بالسودان

من قبيلة المساليت بالسودان


نحن قبيلة المساليت فى اقصى غرب السودان، حالياً نحن معرضون للإبادة والنزوح بواسطة نظام الإنقاذ والتجمع العربى فى السودان. نناشد الضمير الإنساني العالمي، للوقوف معنا من اجل إنقاذ حياتنا، وحياة أطفالنا والمسنوون من المساليت ونساء المساليت. كل اموالنا قد نهبت، ليس لنا رجال، لاغلبهم تم قتلهم وابيدوا فى قراهم، عندما كانوا يدافعون عن انفسهم بالحراب والسكاكين والعصى. نناشد كل ابناء المساليت الاحرار فى كل مكان منظمات العون الانسانى العالمى، لمساندتنا وإنقاذنا من الابادة، ومن نهب اراضينا وإجلاءنا بواسطة العناصر العربية ونظام الإنقاذ الحالى.

إلى كل المنظمات الإنسانية العالمية، هلا إستمعتم لنداءنا وتعاطفتم معنا؟



إستهلال

يتم طعن المواليد الجدد من الاطفال بأسنة الرماح، ومن ثم يتم قذفهم فى النيران الملتهبة، أما العجزة الذين لايستطيعون الهرب فيتم قتلهم. كذلك يتم قتل النساء والاطفال، ويتم إغتصاب النساء فى حالات لإشعارهن بالعار من خلال ألإذلال ، ثم تاتى حالات القرى المحروقة ونهب الاموال والانفس. كل ذلك يتم وتشاهدها اجهزة النظام الحاكم، حتى الطائرات العسكرية للنظام تفعل ذلك، هذا مايحدث فى دار المساليت، حالياً هى خالية من سكانها، بعدما تم إجلائهم منها، لقد تركوا بيوتهم، وقراهم ألآن فهى خالية، لقد تم نهبها من كل ماكانوا يمتلكونها فى الحياة.



ثم ماذا بعد هذا:



المقدمة:

دار المساليت هى منزلة قبيلة المساليت، لهذا السبب سمى دار، وهوالسبب الذى من أجله سمى دار- فور ودار- رزيقات ودار- الشايقية ودار- الجعليين. يقع هذا الدار فى الجانب الغربى من السودان، فى الشريط المحاذى لحدود جمهورية تشاد. ولدار المساليت خصوصية فى تاريخ السودان، لأنها كانت آخر سلطنة مستقلة ومعترف بها من قبل الحكم الثنائى (البريطانى- المصرى)، على حسب إتفاقية غلانى عام 1919، والتى نصت على أن لها الحق بالأبقاء على خصوصيتها.

يمثل المساليت غالبية السكان فى دار المساليت، بالإضافة إلى وجود بعض القبائل الافريقية الاخرى، مثل الداجو والبرجو والبرنو والأرينجا والجبل والسنجار وبالإضافة إلى المستوطنين من القبائل الشبه العربية مثل المهدى والدروك والهاوتا والترجم والطورية ولهم اراضيهم في دار المساليت. لقد وصل الرعاة العرب فى نهاية الخمسينات من القرن العشرين، مهاجرين ونازحين من جمهورية تشاد، لقد كانوا مسافرين وليس لهم قرار او أرض.. لقد نتجت هذه المشاكل وليس للمساليت أية دور فيها، فى الحقيقة هم ضحايا لأطماع عرقية واتجاهات عرقية لصيقة بحب السلطة.



موقع دار المساليت:

تقع دار المساليت بين وادى عطوم والحود العالمية الشرقية لجمهورية تشاد، وتحتل مساحتها بين خطوط 15 o 12 و 30 o 13، وتحاذى ولاية شمال دارفور وجنوبا تحاذى ملتقى واديى كجا وأزوم، وتقدر مساحتها بسبعة الآف كيلومتر مربع.



التركيبة الديموغرافية

تتكون من المساليت الذين يشكلون نسبة 60% من سكان المنطقة، وكذلك قبائل الارينقا والسنجار والأورا والداجو والبرنو والبرقو وشعب جبل مون ويمثلون 25% ومن ثم القبائل الشبه العربية والذين يعرفون محليا بعرب كوزى ويمثلون 5% ومن ثم هنالك بقية القبائل الاخرى التى تعيش في مدينة الجنينة وغالبيتها من القبائل العربية المهاجرة وتمثل نسبة 3%، إن المنتسبون لهذه القبائل الأخيرة لا يملكون وليس لهم أرض لانهم يظلون هائمون ويمارسون لعبة الإخفاء لتحاشى دفع الضرائب والتزامات المواطنة فى الدولتين، قد يقومون بالتسجيل فى السودان بينما يهربون إلى تشاد عندما تكون الدولة قوية، وهؤلاء المهاجرين هم من الجمالة، وهم شطاية وأولاد زايد والمهرية وأولاد جانوب وأولاد تاكو وأولاد مرمى وشقيرات ويشكلون 2% من السكان، وكلهم هاجروا من تشاد فى نهاية الخمسينات من القرن العشرين. أما مجموعات المحاميد والعريقات والجلول فلقد كانوا فى شمال دارفور ولأزمنة طويلة، كانوا يأتون لدار المساليت للكلاء والماء فى اوقات معينة فى السنة. وهذه هى التركيبة الديموقرافية والتى تشكل التركيبة الإجتماعية فى دار المساليت بولاية غرب دارفور.



ألوضع ألإدارى:

تتكون الإدارة الأهلية فى دار المساليت من الآتي:



السلطان: وهو فى أعلى قمة الهرم. (سلطان على كل القاطنين بدار المساليت، أفارقة ام عرب، مستوطنين أو مهاجرين).



الفرش: إسم يتم استخدامه من قبل القبائل الافريقية والعربية فى المنطقة.



العمدة: القبائل العربية.



الشيخ: الشخص الذى يدير المواطنين فى القرى او التجمعات، ويستخدمه القبائل الافريقية وعرب الكوزى.



اما القبائل المهاجرة، فلها شيخ وعمدة والذى يتبع للسلطان، ويقوم السلطان بتعيين كل الفرش والعمد للعرب وله الحق فى فصلهم متى مادعت الضرورة الى ذلك.

وسلطات الفرش والعمدة قائمة على الارض وحيازة الارض، ويتضمن ذلك كل من القبائل الافريقية والكوزى.

بالنسبة للمهاجرين العرب، فإن سلطات العمد والمشايخ على اشخاص فرادى داخل القبيلة المهاجرة، لان هذه القبائل لاتمتلك الارض او ملكيات او منازل مخصصة لهم.





التعايش قبل فتنة الإنقاذ:

تعتبر قبيلة المساليت من القبائل المسالمة، مع قابلية التعايش وتقبل القادمين الجدد، ومثال على ذلك انهم قد إستضافوا قبيلة القمر فى الجميزة ومناطق سرف عمرة والتامة على وادى باريي في قندرينى وام شالا وسالا ومناطق اخرى. وكذلك مختلف بطون القبائل العربية المهاجرة، اصحاب المواشى او الابقار والذين هاجروا من تشاد ودخلوا دار المساليت، وتحتوى مجتمع مدينة الجنينة عاصمة دار المساليت، عناصر قبلية مختلفة، كالجلابة ومختلف القبائل الصغيرة.

كان دار المساليت نموذج للتعايش الإجتماعى، وكان سلطان المساليت الرجل الحكيم ورئيس الوسطاء لحل المنازعات القبلية وخصوصا فى دارفور وفى السودان عموماً. كان كل القاطنين بالمنطقة ملتزمين بالعادات والتقاليد ومقيدون بالتصرفات الاجتماعية الجميلة، والتى جعلت دار المساليت مجتمع جذاب. ولم يشعر مجتمع المساليت المسالم بالغم إلا بعد وصول نظام الإنقاذ للسلطة فى السودان.



مشاكل دار المساليت:

لقد فشلت كل الفرضيات والنظريات والتصورات الكثيرة التى حاولت ان تصف مشاكل دارالمساليت، والبرهان على ذلك مؤتمرات الصلح الكثيرة والتى عقدت فى دار المساليت بين المساليت والعرب لإحتواء المشكلة، ولكن الكارثة فى تصاعد مستمر. لا أحد يمكنه تصديقنا إذا قلنا بأن النظام الحاكم فى السودان هو الواقف وراء القتل والدمار والإغتصاب والحريق والقصف ونزوح المواطنين واللاجوء.

ولكن كيف ذلك؟



كل هذا ممثلة فى قطاعين وهما:





القطاع الاول:

النظام الحاكم:

أتى نظام الإنقاذ الحاكم فى السودان للحكم بإنقلاب عسكرى، وازالت من الحكم أحزاب كبيرة وذات جذور فى المجتمع السودانى، ولها الكثير من المناصرين، ولقد فكرت النظام فى تفتيت هذه القاعدة من خلال تراكيب قبلية لكسب مؤيديها. بدأ هذا فى غرب كردفان، حيث تم تشتيت نظارة عرب المسيرية والحوازمة،فى شكل أمارات صغيرة ومستقلة، ولأن هذه المسألة لم تمس جوهر الارض او الدار، فلقد طبق القرار دون معارضة تذكر. ولكن الموضوع فى غاية من الإختلاف فى دار المساليت، نتيجة للإختلاف الموجودة فى النظام الإدارى. لقد حاول النظام تغيير التركيبة الإدارية جذرياً، منتهكا بذلك كل الأعراف والنظم الموروثة والمتعارفة عليها بين المواطنين، والذين إرتبطوا بها، حتى أصبحت صمام الامان لحياتهم.

لقد أصدر محمد احمد فضل اول والى لولاية غرب دارفور عام 1994، قرار تم بموجبه تغيير النظام الإدارى فى دار المساليت، بنظام جديد تم بموجبه تغيير نظم وقوانين إختيار السلطان والقائمة على الوراثة، لنظام جديد يتم بموجبه إختيار السلطان من خلال الفرش والعمد، وأنه يجب تغيير الاسماء التقليدية المعرفة لقيادات الإدارة الأهلية فى المنطقة، بتغيير التركيبة الإدارية. تلك كانت ظاهرة جيدة ومطلوبة، ولكن المشكلة كانت فى الأجندة الخفية والأهداف الشريرة التى كانت وراء ذلك المشروع، لقد فكروا فى تغيير النظام الإدارى فى الشكل التالى:



السلطان يتم تغييره إلى أمير ألأمراء.



أمير، ويحدد لكل أمير منطقة جغرافية محددة.



العمدة أو الفرش.



ألشيخ أو القرية او مجموعة من الناس.



بدأت المشاكل بإسم الأمير، وتطورت، حيث كان معروفا أن إسم الأمير له صلة بالسلطان (لسلطان المساليت وريث وهو ملقب بالأمير)، وليس هنالك أى شخص فى السلم الإدارى ملقب بالأمير. لذلك فإن الإتيان بهذا السم دون وظيفة، حيث سيصبح هنالك الكثير من الأمراء، حتى الاشخاص الذين لم يصبحوا شيوخ اوعمد قد اطلق عليهم اسم الأمير، شعر المواطنين بأن هيبة السلطان قد تم إذلالها، وتم تعيين الكثير من العرب أمراء وهم ليسوا من المساليت بحيث يكون لهم الاغلبية فى تعيين السلطان لدار المساليت متى مارأت السلطات فى ذلك، لقد تم تعيين أثنى عشر أميرا من غير المساليت وستة فقط من المساليت.

وذهب الوالى أكثر من ذلك بتحديد مساحة جغرافية وأراضى لتصبح تحت إدارة هؤلاء الأمراء، كان الهدف من كل ذلك معروفاً، وهى نزع الأراضى من المساليت وإعطاءها إلى كل من ليس له أراضى من العرب.

بعد كل هذا، إنتهز الوالى فرصة زيارة رئيس الجمهورية، وقام بإعطاءه رايات الأمراء، ولقد قام الرئيس بتوزيع هذه الرايات إلى الأمراء الجدد، مؤكداً تصديق وقبول أعلى سلطة فى الدولة على مايحدث، ولأن هذا قد تم دون مشاورة أحد، سواء اكان السلطان او حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، قام المواطنين بشجبه والإحتجاج بأن السلطان قد تم إضطهاده، ولكن دون نتيجة، حتى ان بعض العرب الذين تم تعيينهم طلبوا إلغاء كل ذلك، لشعورهم بأن كل ذلك سيجرفهم نحو كارثة، ولكنهم إجبروا من قبل أقربائهم الذين فكروا بأن السلطات هي التى أعطتهم هذه القوة وأنهم لم يطلبوها، لذا فليس من المنطق رفضها، وهى فرصة لهم للتحكم والإنتصار.



الإدعاء الثانى للنظام:

إدعى النظام بأن الإسلام لايمكن نشره داخل أفريقيا إلا من خلال العرب، وأن هنالك خطورة على العروبة، وأن التمدد والسيطرة العربية يستحيل إتمامها إلا بتقوية العناصر الحاكمة فى هذه المداخل، ولذلك فأن العناصر العربية ستكون الاساس والقاعدة لهذه المزاعم.

لقد لعبت القبائل العربية الدور الرئيسى فى قمع حركة داؤود بولاد، ولقد قامت السلطات بإعطاء العرب الآلاف الأسلحة (100,000)، ولقد قام حاكم دارفور السابق الطيب إبراهيم محمد خير بكشف ذلك، ولم تقم الحكومة بجمع هذه الأسلحة منذ ذلك الوقت.

منذ ذلك الوقت سمحت الحكومة للعرب بفعل كل مايشاءون، فقاموا بالنهب والقتل دون أن يسألهم أحد، وقامت السلطات بإعاقة الأجهزة الأمنية، حتى أنها قامت بتوجيهها لمساعدة وحماية عدوان العناصر العربية لتحقيق أهدافهم الآثمة.



ألقاطع الثانى:

قطاع التجمع العربى:

بداء هذا القطاع من قبل هؤلاء الذين فكروا بأن العناصر العربية يجب ان تسود على العناصر الأفريقية فى السودان، ولقد حاول التجمع الإندماج مع نظام الحكم فى السودان، ولقد وافق النظام على ذلك، بعد ان رأت أن كلاهما قائم على تأصيل وتثبيت العروبة ولحد ما ألإسلام فى السودان، ولقد تحرك التجمع فى الدول العربية، وتحصلوا منها على كميات كبيرة من المبالغ، ولقد قام التجمع بإقناع الدول العربية بأخطاء الإعتماد كلياً على البترول لأنها ستنتهى آجلاً أو عاجلاً ، ومعظمهم دول صحراوية، لذلك فإنهم (عرب السودان) يريدون السيطرة من أجل التمدد داخل أفريقيا من أجل فتح الباب مستقبلياً للمستثمرين العرب للحياة فى أفريقيا، هذه الأفكار أقنع الدول العربية ، وشكلت فهم جديد، ولذلك قاموا بإعطاء التجمع العربى كل إحتياجاتها المالية.



لهذا فهنالك نماذج كثيرة على ذلك ...

فى دارفور تم تكوين قوات، بإسم الجنجويد وبنفس مهام قوات السلام فى جنوب السودان، من أجل منع أية إعتداء على الحكومة، ولأنه لاتوجد تمرد فى دارفور، فلقد قام الجانجويد بأداء تلك المهمة، ظاهريا فلقد تم إتهامهم بأنهم عصابة خارجة عن القانون، مكونة من عدة قبائل، ولكن سرياً وعملياً فإنهم تحت حماية ورعاية الحكومة، من خلال الأجهزة الأمنية. وهكذا فإن الحكومة والتجمع العربى قد إلتقيا فى هدف تحطيم وتصفية العناصر الافريقية والتحكم فى أراضيهم وسلطاتهم، ولقد ذكر فى الجزء الأول من الإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2000)، تحت جزء إستراتيجية السكان: "إعادة توزيع السكان بالطريقة التى ستحقق التنمية وتقوى الأمن القومى"، لذلك فإن التقابل ألإخوى بين النظام والتجمع العربى، قد نتجت عن الآتى:

1- الإبادة والحرق وسياسة الارض المحرقة للعناصر الأفريقية.

2- إمتلاك وإستيطان العناصر العربية فى هذه الأراضى.

3- من أجل تغطية وحماية العرب، مارس النظام الآتى:

أ‌- ٌقامت بتسليح الجنجويد رسمياً، وإعترفت بهم كقوة نظامية، وذلك حتى لا يقوم احد بمعارضة اعمالهم أو إتهامهم او ان يفكر احد بتقديمهم إلى المحاكمة نتيجة لجرائمهم.

ب‌- إلتزام القوات النظامية والاجهزة الامنية بقبول أية طلب من التجمع العربى وقوات الجنجويد، وبتقديم الدعم لهم فى العمليات مثل القتل والحرق والنهب. إن هذه الأجهزة الحكومية تقوم بحمايتهم إلى ان يعودوا إلى قواعدهم، محملين بالمنهوبات.

ت‌- إستخدام الطائرات من الدول العربية المجاورة لضرب العناصر الافريقية، فى قراهم، بإفتراض أنهم متمردين.

ث‌- تسليح كل القبائل العربية فى دارفور وإصدار بطاقات الهوية فيها تفاصيل قوات السلام، لاحقاً فقد تم تغيير الإسم إلى إستخبارات الحدود، ولقد تم فتح ملف رسمى لهم. بواسطة هذه السلطات المملوكة للجنجويد، فإنهم يقومون بقتل كل من يشاءون، ليس هنالك من يجرء على سؤالهم عن أفعالهم، لأنهم قد أصبحوا كل شيئ.



ألنتائج التى أصابت العناصر الأفريقية:

- الإبادة والنزوح بعد تجريدهم من ممتلكاتهم ومن ثم حرق هذه المنازل.

- إجبارهم على الهجرة خارج الوطن.

- النزوح إلى المدن الكبيرة، حيث يجدون الإعتداءات من العرب.



هل كان من الممكن وقف هذه الأحداث؟

نعم كان يمكن وقف هذه الأحداث إذا لم تكن الدولة شريكة فى ذلك. عندما بدأت الإضطرابات الامنية فى دار المساليت، نتيجة لموضوع الامارة فلقد مات مواطنين كثيرون، وكان الحرائق فى كل مكان، كان بإمكان السلطات إصدار أوامر بإلغاء تلك المصيبة، طالما كان بإمكانها فعل ذلك، إذا كان القرار معنى بمصلحة المواطنين، وهنالك قرارات كثيرة قد تم إصدارها من قبل الولاية والمركز وتم إلغائها بواسطة رئيس الجمهورية (سنار وشمال دارفور)، ولكن هذه محمية من قبل النظام، ولهذا فمازال الوالى الذى فعل هذا مازال يقول: "لقد وجدت بركة هادئة ورميت فيه حجر فتحركت"، لهذا فلقد كافئته النظام على هذا الدور، والآن مازال يدير الأنشطة الإجرامية فى دارفور.

يلاحظ المراقبين الإندماج والتجانس الذى تم بين التجمع العربى والنظام الحالى، وكيف يتم تنفيذ رؤية التجمع العربى.

· هل نجح التجمع العربى؟ نعم.

· وهل نجح النظام؟ نعم نجح فى خلق فتنة وجريان للدم، وقتل للأبرياء ونزوح للمواطنين من أراضيهم وتنفيذ الأهداف الإستراتيجية بإعادة توزيع المواطنين وإحلال قبائل معينة فى مواضع محددة.



وماذا بعد؟

هذا هو الموقف الحالى الذى نتج عن الأحداث السابقة، إنها الصراع بين الأطماع ومحاولة البقاء, لقد كانت الرغبة الإجرامية نحو السلطة هى السبب الرئيسى وراء كل ذلك، وليست الرعى أو المسارات أو الرعاة أو الصراع بين المزارعين والرعاة اوالنهب المسلح او إنفلاتات الاجهزة الامنية أو غيرها من الكثير الذى قيل فى المؤتمرات، وكلها كانت أكاذيب وإدعاءات وتضليل وتمويه للأهداف الإجرامية.



نحن المساليت، فإن مواقفنا الحالية متضمنة فى هذه المذكرات، وتحتوى على القتلى والهجرة القسرية والنزوحات والتصفيات لمقدراتنا الإقتصادية. ونود أيضاً ذكر الدليل التالى:



فى عام 1967، كتب السيد حسن صالح الشيبة الذى كان مفتش للحكومة المحلية بدار المساليت، فى مذكرة تسليمه لخلفه صالح قرشى الآتى: "لهذه المنطقة خاصية فريدة، والتى تختلف عن باقى مناطق الجمهورية، أقلها إنها لا تماثل المجالس العشرة الموجودة فى المديريات الخمسة والتى خدمت فيها،لأنها فريدة والناتجة عن سلطان دار المساليت، والتى كسبتها القوات البريطانية والمصرية بإتفاقية دبلوماسية وسياسية، وليست بالحرب، جاعلين المعاملة الرسمية معها وكأنها جزء مختلف عن الوطن أو الجمهورية. هل ستستمر هذه الوضعية الشاذة للأبد، بعد الإستقلال وخروج الإنجليز، أم سيتم تطبيق قوانين القطر فيها، هذه هى أسوء مشكلة ستواجهها كل الوقت هنا، وستواجه كل مواطن وطنى غيور لهذه التربة والثقافة السودانية والوحدة الوطنية".



إذا كانت الأنظمة السابقة قد عرفت وتفهمت حقيقة الأوضاع بدار المساليت، فإنه كان بإمكانها حلها بتجرد تام من خلال الإحتواء والإنسجام وتقوية مقومات الوحدة الوطنية، وكان يمكن للبلاد توفير هذه الكوارث. ولكن كل هذه الأنظمة قد تجاهلت ذلك عن عمد او جهل او بإهمال. وكان الضحية لكل ذلك هو مواطنين دار المساليت. لقد تم تجريده من حقوقه القانونية العالمية، بضمه إلى السودان وبالقوة، نتيجة للجهل او التغفيل، والآن يقوم نظام الإنقاذ إنهاء هذه المعاناة بدفع المساليت والأخوة الآخرين من القبائل الإفريقية بالتخلى من ديارهم والهجرة منها، من أجل ان يتم إسكانها وبسهولة كمكسب بواسطة العناصر العربية ونظام الإنقاذ، التى أمنت نقاط الإنطلاق لأهدافها وطموحاتها.



لكل هذه الأسباب، ندعوا كل العالم لإستعادة حقوقنا المنهوبة، وأن لا يتركوننا نموت تحت نيران فرسان الجنجويد العرب، ولا تحت قصف طائرات النظام.

ليست هناك تعليقات: